أجيال سلاسل الكتل

بواسطة كيرستي مورلاند

تطورت سلاسل الكتل مع مرور الوقت. دعنا نستكشف أجيال سلاسل الكتل.

سلسلة الكتل. إنها مرتبطة بصفة عامة بعملة بيتكوين و العملات المشفرة ورغم أن ذلك ليس خطأ، إلا أن هناك أمور تتعلق بالتكنولوجيا أكثر من العملة الرقمية. للدخول في هذا، سنقوم بتقسيم الأجيال الثلاثة من سلاسل الكتل وكيف تتطور التكنولوجيا. قم بربط حذائك، فقد بدأت الرحلة للتو!

حسنًا، هذا رائع، ولكن ما هي سلسلة الكتل بالضبط؟

لن نتطرق كثيراً إلى تفاصيل التكنولوجيا، ولكن بصورة أساسية، فإن سلسلة الكتل هي دفتر أستاذ موزع عبر أجهزة كمبيوتر متعددة حول العالم ويمكن تشغيلها بواسطة أي شخص لديه اتصال إنترنت.

المثير في سلسلة الكتل هو أن البيانات ليست مملوكة ولا تُدار بواسطة جهة مركزية واحدة (إنها لامركزية) ولا يمكن تعديل هذه البيانات أو التلاعب بها بمجرد أن تتم إضافتها إلى دفتر الأستاذ الموزع العام.

إذاً هذه هي سلسلة الكتل باختصار شديد (يوجد ملخص أكبر عن ما هي سلسلة الكتل هنا). لكنها أيضاً منطقة متطورة والتي (مثل الويب) ولدت بفكرة مثيرة وتتوسع مع كل تكرار لها.

الجيل الأول لسلسلة الكتل

بيتكوين

السبب في إنشاء الجيل الأول من سلسلة الكتل – تحديداً بيتكوين – كان الرغبة في التحسين الجذري للأنظمة النقدية القائمة. من خلال تمكين الأشخاص بالتكنولوجيا للتعامل مع بعضهم البعض (على مستوى من نظير إلى نظير)، فإنهم لا يحتاجون إلى الاعتماد على كيانات مركزية مثل البنوك.

هنا حيث تسير بيتكوين وسلسلة الكتل جنباً إلى جنب. بيتكوين هي أول حالة استخدام حقيقية لتقنية سلسلة الكتل والغرض الرئيسي منها هو كتطبيق مالي: أن يتمكن ماجد من إرسال أموال رقمية إلى آدم ويكون هناك أمان في هذه المعاملة. يمكن لكليهما الاستمتاع بالخصوصية لأن المعاملة مجهولة الهوية ويمكنهما الشعور بالطمأنينة بمعرفة أن النظام آمن من ناحية التكنولوجيا وأن الثقة تكمن في الخوارزمية وليس الجهة المركزية.

الجيل الثاني لسلسلة الكتل

إيثريوم

حسناً، إذاً بيتكوين رائعة. هناك ثقة في النظام وليس السلطة المركزية، وهناك خصوصية في إخفاء الهوية وهناك أمان.

لكن التصميم يسمح لك فقط بالإرسال والتلقي والتداول. ماذا لو أردت وضع شروط وأحكام في معاملاتك؟ مثلاً "سأدفع لماجد عملته المشفرة فقط عندما يقوم بتسليم الحليب لي". بيتكوين ببساطة لا تستطيع تلبية ذلك الأمر.

ومن ثمّ، جاءت إيثريوم.

إيثريوم جلبت شيئين رائعين للغاية إلى المائدة:

المفهوم الذكي المبتكر للعقود الذكية. هذه هي اتفاقات ذاتية التنفيذ ذكية للغاية تُبرم بين طرفين. العقد الذكي في جوهره يعني أن الأطراف المعنية تضع الشروط وبمجرد استيفائها، يبدأ العقد.

لذلك الآن يستطيع ماجد تسليم حليب آدم وعندما يتم ذلك، سيتم تنفيذ الدفع الرقمي تلقائياً. جمال العقد الذكي في أنه يوفر طريقة أسرع وأكثر أماناً لتنفيذ الاتفاقيات و لا يعتمد على وسيط باهظ الثمن لإدارته. (شكراً للامركزية!)

وسهولة كتابة عملة مشفرة جديدة قائمة على سلسلة كتل إيثريوم حيث يمكن للمطورين أن يطلِقوا مشاريعهم وتطبيقاتهم الخاصة بالعملات المشفرة (وهو شيء لم يكن متاحاً من قبل).

في هذا الشأن، إيثريوم تتصرف في الواقع بصفة أقل كعملة مشفرة وبصفة أكبر كنظام بيئي رقمي كامل يمكن أن تعمل عليه مشاريع العملة المشفرة الأخرى. إنها تعمل كمنصة يمكن للمطورين استخدامها للبناء عليها، مثل ما التطبيقات لديها iOS، إن التطبيقات اللامركزية (dApps) لديها إيثريوم. من هنا، نحصل على مجموعة متنوعة ومثيرة من الاستخدامات الوظيفية بما في ذلك التمويل اللامركزي (DeFi) وتصفح الويب، والألعاب، وإدارة الهوية، وإدارة سلسلة التوريد وما إلى ذلك.

الجيل الثالث لسلسلة الكتل

Polkadot/Cardano/إيثريوم 2.0

لذا في حين أن الجيل الأول والثاني هم استثنائيان في الابتكار، إلا أن هناك بعض المشاكل الأساسية التي يعانون منها.

إحدى المشاكل الرئيسية هي التوسع. في الأساس، هناك أشخاص كثيرين يحاولون إجراء المعاملات وهناك مساحة قليلة جداً لهذا على سلسلة الكتل. إنها المشكلة الكلاسيكية “كثرة الطهاة وقلة المطبخ”.

فكر في الأمر على هذا النحو: كشركة ناشئة، يمكن للشركة أن تشتري كعكة عيد ميلاد واحدة للمكتب بأكمله. ومع نمو الشركة، زاد عدد الأشخاص الذين يتناولون تلك الكعكة، ولكن حجم تلك الكعكة ظل كما هو. هذا يعني أن المزيد من الأشخاص يحصلون على جزء أصغر -وعليهم انتظاره في طابور. قابلية توسع بيتكوين تعمل بنفس الطريقة: مشاكل الاختناق تظهر عندما يحاول الكثير من الأشخاص إجراء المعاملات في نفس الوقت. هذا يعني حدوث تأخيرات – والذي هو أمر غير مستدام بالنسبة لنظام مالي – ورسوم مرتفعة والتي تشكل عقبة أمام التبني، خاصة في البلدان النامية.

تم تصميم مشاريع الجيل الثالث من سلاسل الكتل مع وضع هذه المسألة في الاعتبار، وتقوم التكنولوجيا تلقائياً بحل مشكلات التوسع إذا ظهرت. بصفة أساسية، يتم شراء المزيد من الكعك تلقائياً عند الحاجة حتى لا ينتظر أحد لقطعته.

مشكلة أخرى تقوم بحلها مشاريع الجيل الثالث من سلاسل الكتل هي قابلية التشغيل البيني. مثلما لا يمكنك شحن iPhone بشاحن سامسونج، لا يمكن أن تتفاعل الإصدارات الأولى من سلسلة الكتل مع بعضها البعض. في حين أنها قد لا تبدو شيء مهم، إلا أن قابلية التشغيل البيني هي في الواقع ضرورية لازدهار الصناعة.

يعتمد العالم على التعاون والأنظمة حيث إمكانية مشاركة المعلومات والبيانات عبر المنصات أمر بالغ الأهمية. المشاريع مثل Cardano و Polkadot قدمت وظائف التشغيل البيني في سلاسل الكتل الخاصة بهم منذ البداية مما يعني أن بإمكانهم العمل مع سلاسل الكتل الأخرى بسلاسة.

إذاً، ماذا بعد؟

مع التحسينات التي تتم من جيل إلى جيل، ليس من المبالغة في التفاؤل الاعتقاد بأن الخطوة التالية لسلسلة الكتل هي رؤية تبني سائد للتكنولوجيا.

لقد بدأنا بالفعل في رؤية كيف وأين يمكن استخدامهم في حالات مثل إمكانية التمويل اللامركزي (DeFi)، حيث تقدمه الشركات في أنظمة سلسلة التوريد الخاصة بهم وبينما يضع الفن والألعاب أقدامهما في العالم الرقمي.

هذا يعني أن هناك احتمالاً قوياً أننا ننظر داخل نفق في نهايته ستُغير هذه التكنولوجيا جذرياً الطريقة التي يمكننا بها استخدام مساحة الإنترنت – مع مزيد من الخصوصية، والمزيد من الأمان، والمزيد من الإمكانات التي تركز على المستخدم، وكم نحن متحمسون بشدة لذلك!

Knowledge is power